[كان يعيش في المدينة شقيقان ، الأصغر اسمه محيصة ، والأكبر اسمه حويصة ، أسلم الأخ الأصغر ، أما الأكبر فقد ظل على كفره . كان محيصة ، يحب رسول الله " صلى الله عليه وسلم " حباً شديداً . وكان شديد الحرص على طاعته ، وإتباع أوامره . فلما اعتدى اليهود على المسلمين ونقضوا العهد الذي كان بينهم . قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " : إن اليهود أهل غدر ، وإنهم لن يكفوا عن إيذاء المسلمين والغدر بهم ، لذا فمن ظفرتم به من رجال اليهود فاقتلوه . استجاب محيصة لأمر رسول الله " صلى الله عليه وسلم " ، حمل سيفه وسار في طرقات المدينه ، قرر أن يقتل من يتمكن منه من اليهود .
فجاءه رأى تاجراً يهودياً، كان ذلك التاجر اليهودي صديقا له ولأخيه من قبل ... كانا يبيعان له ، ويشتريان منه . قال محيصة لنفسه : لقد كانت تجمعني به علاقة من قبل ، ولكن تلك العلاقة انقطعت ، فأنا الآن مسلم . أحب الله ورسوله والمؤمنين، وهو يهودي يحمل في صدره الكراهية والعداء للمسلمين. اندفع محيصة نحوه ، ثم ضربه بسيفه ،وطهر الأرض من شره . علم أخوه الكافر حويصة بما حدث ،فأقبل ثائرا نحوه ، وقال له : ماذا فعلت يا محيصه ؟ كيف تقتل رجلا كانت تربطنا به علاقة وثيقة ؟؟؟ من الذي أمرك بذلك ؟
قال محيصه : أمرني حبيبي رسول الله " صلى الله عليه وسلم" ، ولو أنه أمرني بقتلك لفعلت ذلك دون تردد ، لم يحزن حويصه من قول أخيه ، ولكنه تنبه إلى أثر هذا الدين في نفوس أصحابه ، لذا فقد قال لأخيه : والله إن هذا الدين الذي جعلك تفعل كل هذا لدين عجيب ... إن له أثراً عجيبا في نفوس أصحابه ، ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، واعتنق حويصه الإسلام منذ ذلك اليوم .
وهكذا كانت تلك الضربة في سبيل الله ، ذات أثر مزدوج ، فقد طهرت الأرض من شر يهودي لعين ، ليصبح الشقيقان محيصه وحويصه من أتباع الدين الحق .[